سامح المغازي يكتب: خبايا صفقات الموت وتواطؤ دول الخليج العربي في جرائم الحرب بغزة

بينما كانت وسائل الإعلام العالمية منشغلة بتغطية زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لدول الخليج العربي والحديث عن صفقات بالمليارات، كانت الطائرات الإسرائيلية تمطر غزة بالقنابل، مسجلة استشهاد 106 فلسطينيين خلال ساعات قليلة، في مجازر تكاد تُرتكب في صمت إعلامي دولي مخزٍ.

المفارقة الصادمة لا تكمن فقط في التوقيت، بل في شكل التناول الإعلامي. فقد غابت صور الضحايا عن الشاشات الكبرى، وغابت معها الرواية الحقيقية لما يجري، ليحل محلها تركيز مفرط على اللقاءات الرسمية، و"أهمية الشراكات الاستراتيجية"، بينما يُقتل الأطفال والنساء في غزة بلا أي تغطية تُذكر.

هذا التواطؤ الإعلامي لم يعد خفيًا. عبارات مثل "اشتباكات" أو "عنف متبادل" تُمهد الطريق لتبرئة الاحتلال، وتزييف الواقع لصالح رواية القوة. في المقابل، بات الإعلام الفلسطيني والمستقل هو المنبر الوحيد الذي ينقل الحقيقة من الميدان، عبر صور وشهادات حية تهز الضمير الإنساني، لو أتيح له أن يُسمع.

إن انحياز الإعلام الدولي ليس مجرد خلل مهني، بل مشاركة صامتة في الجريمة. ومع تزايد القتل والتدمير، تصبح مهمة كشف الحقيقة، ونقل صوت الضحايا، مسؤولية أخلاقية لا يمكن التهاون فيها.